ادارة طوخ التعليمية
مدرسة العبادلة الاعدادية المشتركة
اسرة التربية الاجتماعية والنفسية
من الآداب الإسلامية
اعداد/ اسرة التربية الاجتماعية
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين، والناصح المبين، ورحمة الله للعالمين، ورضي الله عن أصحابه الذين آمنوا به، وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، أولئك هم المفلحون، أما بعدُ:
فالإسلام منذ أن بزغ فجره، واستفاض نوره، وأعداء الإسلام يشنّون عليه حروبًا من كل الجهات، وفي جميع الميادين.
ومن أشد هذه الحروب «حرب التطاول على الأئمة» ابتداءً من صحابة رسول الله _، وانتهاء بالدعاة إلى الله عز وجل؛ حتى تضيع القيادة والريادة والقدوة للأمة الإسلامية، وليتشكك الناس في دين الله.
فمن الذي حمل الأمانة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ونقلها إلينا؟
إنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان؟
ومن ثَمَّ أردت أن أُبين الأدب مع خير قرون الناس، وأئمة الأمة في العلم والعمل، وأعظمها جهادًا في سبيل الله مع من حفظوا لهذه الأمة كتاب ربها وسنة نبيها، وكانوا أحق الناس بكلمة التقوى وأهلها، قال الله عز وجل: « وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا » [الفتح:26].
فطوبى لمن أحبهم، وسلك سبيلهم، وترضى عنهم، فالسعيد من اهتدى بهديهم، وتمسك بحبلهم، والشقي من تعرض لهم وأبغضهم، ومن انتقدهم فهو ناطح الكواكب والنيرات، وناطح الجبال الثابتات.
فما العز للإسلام إلا بظلهم
وما المجد إلا ما بنوه فشيدوا
وسوف ينتظم الحديث ويتضمن النقاط التالية:
أولاً: تعريف الصحابي:
الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته أو قصُرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى وجالسه، ومن غزا أو لم يغز.
روى البخاري: «ومن صحب النبي أو رآه فهو من أصحابه». وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح قول علي بن المديني: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه ولو ساعة من نهار، فهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. [راجع الفتح: 7/3 - 5].
بشرط الإيمان؛ لأن شرط الصحبة أن يكون مؤمنًا به، ويموت على الإسلام، والصحبة فيها عموم وخصوص، وعمومها يندرج فيه كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ولو كانت الصحبة ساعة ونحو ذلك.
ثانيًا: فضل الصحابة:
أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام هم الذين ارتضاهم الله تعالى لصحبة نبيه محمد أشرف رسله وخاتم أنبيائه.
روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير أمتي قرني – وفي رواية: خير الناس قرني – ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثًا. «ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن».
وقد مدح الله أصحاب رسوله في آيات كثيرة منها:
قال الله عز وجل: « مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ِ» [الفتح:29]. وقال سبحانه: « وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ » [الأنفال:74]، وقال تعالى: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» [سورة التوبة:100].
وقال عز من قائل: « لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا » [الفتح:18].
ولذا اتفقت الأمة على أن الصحابة رضوان الله عليهم أفضل ممن بعدهم من الأمة علمًا وعملاً، وتصديقًا وصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا شك أنهم حازوا قصبات السبق، وبلغوا في الفضل والمعروف والعلم وجميع خصال الخير ما لم يبلغه أحد.
والذي سبق إليه من الإيمان بالله ورسوله والهجرة والنصرة والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله وموالاة الله ورسوله ومعاداة أعداء الله، وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته خاصة قبل أن تظهر دعوته ويقوي أعوانه وأنصاره، ومع كثرة المكذبين من الأعداء، وإنفاقهم أموالهم وبذلهم أنفسهم ابتغاء وجه الله تعالى، أمر لا يمكن أن يحصل ولا مقدار ثوابه مثله لأحد من الأمة، ولذا كانت الأحاديث الصحيحة تبين هذا الفضل وتلك المكانة ومن هذه الأحاديث:
روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».
وعلى سبيل الإجمال ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم من صفة المتقين والمؤمنين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم، ووعدهم بالثناء العاجل والآجل، فأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أول وأفضل من دخل فيه من هذه الأمة، ولهم منه أوفر حظ وأكمل نصيب.
فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير جيل عرفته البشرية كلها، وهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين – صلوات الله وسلامه عليهم – قوم اختارهم الله لصحبة نبيه أبرهم قلوبًا وأعمقها فكرًا وأقلها تكلفًا، ولا بد للمتأخر أن يعرف فضل المتقدم، وذلك لأننا نعيش زمانًا نفتقد فيه إلى القدوات الصالحة.
وما أجمل ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير القلوب، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه». [رواه الإمام أحمد وإسناده صحيح].
إنهم الذين حملوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، فاستحقوا بجدارة واقتدار أن يبشروا – وهم في الدنيا – بالجنة والنجاة من النار.
روى الإمام مسلم من حديث أبي بردة عن أبيه قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي بعد العشاء، قال: فجلسنا فخرج علينا، فقال: «ما زلتم هاهنا؟» قلنا: يا رسول الله، صلينا معك المغرب، ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال: «أحسنتم أو أصبتم». قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرًا ما يرفع رأسه إلى السماء، فقال: «النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون».
وروى الترمذي وأحمد من حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الله، الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه».
وروى الإمام مسلم من حديث عائذ بن عمرو: أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون في هذا الشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: «يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك».
فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي.
يقول ابن القيم – في التبصرة -: كانت قلوبهم بالحق متعلقة، وأنوارهم على الظواهر متألقة، كلما هدلت حمائم نوحهم هطلت غمائم شجوهم، دموعهم في الدجى ذوارق لما بين أيديهم من المخاوف، يغسلون بالبكاء ذنوب الصحائف، خوفهم شديد وما فيهم مخالف، إذا جَنَّ الليل فالقدم واقف، يحنون إلى الحبيب حنين شارف، الدمع مساعد والحزن مساعف.
علموا أن الدنيا متاع يفنى فعبروها وما عمروها للسكنى، واشتغلوا بدار كلما نقضت هذه تبنى، طرق الوعظ أسماعهم فتلمحوا المعنى، يأخذون أهبة الرحيل: « يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى » [الأعراف:169].. ذكروا الجنة فاشتقوا ولا شوق قيس إلى لبنى. اهـ.
قال الله عز وجل: « مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا » [الأحزاب:23]، وقال الله تعالى: « رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ » [المجادلة:22].
وقال عز من قائل في حقهم: « لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » [الحشر:8، 9].
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه معهم، فقال سبحانه: «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» [الكهف:28].
وقد صدق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما قال: من كان مستنًا بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، فأولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أبرُّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم على الهدى المستقيم».
وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان فيغزو فئام – جماعة – من الناس فيقولون: فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم». وفي رواية: «من رأى»، فيقولون لهم: نعم، فيُفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمانٌ فيغزون فئام من الناس، فيقال: فيكم من صاحب أصحاب رسول الله ص
مدرسة العبادلة الاعدادية المشتركة
اسرة التربية الاجتماعية والنفسية
مدير المدرسة الاستاذ/
عبد الحليم الخولى